في إطار سياسة الانفتاح والتعاون التي تنهجها غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، شاركت الغرفة في فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر البحر الأبيض المتوسط للمدن الذكية، المنعقدة ما بين 13 و15 أكتوبر 2025 بكل من تطوان ومرتيل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد حضر هذا الحدث المتوسطي البارز السيد عبد اللطيف أفيلال، رئيس الغرفة، إلى جانب شخصيات وطنية ودولية، وممثلين عن الهيئات الحكومية والجامعات والمجالس الترابية والمؤسسات التقنية، مما أضفى على المؤتمر بعدًا مؤسساتيًا ومعرفيًا غنيًا.
يُعد المؤتمر منصة دولية لتبادل الخبرات حول التحول الرقمي، والابتكار التكنولوجي، والحكامة الذكية، بما يسهم في ترسيخ أسس التنمية المستدامة في المدن المتوسطية. وقد ناقش المشاركون آليات دمج التكنولوجيا في تدبير الخدمات العمومية، وتطوير نماذج حضرية ذكية تستجيب لتحديات العصر في مجالات النقل والطاقة والبيئة والتواصل الرقمي.
خلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد عبد اللطيف أفيلال، في تصريح له بالمناسبة، على الأهمية الكبرى للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إنجاح مشاريع المدن الذكية، وعلى ضرورة تحقيق الالتقائية والتنسيق بين مختلف المؤسسات العاملة في تدبير الشأن العام الجهوي. كما أبرز الدور المحوري الذي تضطلع به الغرف المهنية في دعم المقاولات وتشجيع الاستثمار وتعزيز الابتكار المحلي، مقترحًا إرساء عمل مشترك بين جميع الفاعلين لرسم خريطة رقمية اقتصادية شاملة على مستوى جهة طنجة–تطوان–الحسيمة.
وأكد السيد الرئيس أن هذه المشاركة تنسجم مع أهداف الغرفة وتوجهاتها الاستراتيجية الرامية إلى خدمة مصالح مهنييها ومنتسبيها وكافة الفاعلين الاقتصاديين بالجهة، مشيرًا إلى أن هذه الدينامية تأتي انسجامًا مع التوجهات الوطنية الهادفة إلى تسريع التحول الرقمي للمقاولة المغربية. كما شدد على أن جهة طنجة–تطوان–الحسيمة تضطلع بدور ريادي في مشاريع المدن الذكية على الصعيد المتوسطي، معتبرًا أن الابتكار واعتماد التقنيات الحديثة يشكلان ركيزة أساسية لتحقيق النجاعة والاستدامة الاقتصادية للمدن المستقبلية.
ويجسد هذا الحدث محطة بارزة في مسار التعاون المتوسطي نحو مدن أكثر ذكاءً واستدامة، كما يعكس انخراط غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة–تطوان–الحسيمة في دعم المبادرات الرامية إلى تحديث الاقتصاد الترابي وتثمين الكفاءات الجهوية في مجالات الابتكار الرقمي والتطور التكنولوجي.