شاركت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم الأربعاء 13 دجنبر 2023، بمقر ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، ممثلة برئيسها السيد عبد اللطيف أفيلال، مرفوقا بالمدير الجهوي السيد فؤاد أحلوش، في الاجتماع التشاوري حول إعداد الاستراتيجية الصناعية الجديدة ببلادنا. كما حضر هذا الاجتماع السيد الحسين بن الطيب رئيس المنطقة الصناعية المجد والنائب الأول لرئيس الغرفة، والسيد رشيد الورديغي ممثل الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة بالشمال وعضو الغرفة.
وقد أكد السيد يونس التازي والي صاحب الجلالة جهة طنجة تطوان الحسيمة خلال هذا الاجتماع، عن النجاحات التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله، مستشهدا بالمكانة البارزة للجهة التي أصبحت تحتلها جهة طنجة تطوان الحسيمة في النسيج الاقتصادي الوطني بفضل تلك العناية الملكية السامية. منوها في نفس الآن إلى ضرورة مساهمة الجميع في الحفاظ على هذه المكتسبات، مؤكدا على أهمية انخراط مختلف الفاعلين الاقتصاديين بالجهة، في تطوير القطاع الصناعي والعمل على نموه خدمة للساكنة وللوطن.
كما أكد السيد رياض مزور وزير الصناعة والتجارة، في كلمة خلال هذا الاجتماع التشاوري مع الفاعلين المحليين حول إعداد الاستراتيجية الصناعية الجديدة، على المرتبة المتقدمة التي تحتلها جهة طنجة تطوان الحسيمة في النسيج الاقتصادي الوطني، بفضل منصتها الصناعية والمينائية المترابطة، والتي أصبحت من الاسس والمرتكزات القوية المساهمة في الدينامية الصناعية بالمغرب. مشيرا الى أهمية انخراط كافة الفاعلين المحليين وتقريب الآراء من أجل ضمان إنجاح إعداد هذه الاستراتيجية التي من شأنها ضمان السيادة الصناعية للمملكة والمحافظة على تنافسيتها على الصعيد الدولي. مشددا على ضرورة إدماج بعد الاستدامة في هذه الاستراتيجية الصناعية الجديدة، لاسيما الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، واللتين من شأنهما خفض كلفة الإنتاج وتحسين الإنتاجية وتعزيز التنافسية وتقليص الأثر البيئي.
وحين تناوله الكلمة، تطرق السيد عبد اللطيف أفيلال رئيس الغرفة، إلى مجموعة من المرتكزات التي يجب الاعتماد عليها، من أجل إنجاح الاستراتيجية الصناعية الجديدة على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة. حيث أشار بأنه وبالرغم من تطور ونمو عدة قطاعات ببلادنا، إلا أن القطاعين الاساسين اللذان يعرفان نموا بالجهة هما قطاع النسيج والألبسة، وقطاع صناعة السيارات، مع إشارته لوجود فقط ثلاثة أقاليم صناعية، مما يؤدي إلى تعاظم الهجرة إليها. وهو الامر الذي يتطلب تكريس العدالة المجالية بين الأقاليم، وخلق بنيات استثمارية بكافة أقاليم الجهة مع تطوير البنيات الطرقية بين الأقاليم من جهة، وبين المناطق الصناعية من جهة ثانية، وإخراج تصاميم تهيئة صناعية بالمدن الصناعية بالجهة. كما تطرق لمسألة توفير الوعاء العقاري وتعزيز البنيات التحتية الصناعية وتطوير التكنولوجيا لتحسين المردودية وتأهيل المنتجات، والتوجه نحو منتجات جديدة وتحسين العمليات الصناعية الراقية منها، منوها الى أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال دعم الابتكار والبحث العلمي بإشراك الجامعة، كل ذلك من أجل خلق بيئة استثمارية جاذبة لجلب رؤوس الأموال والتكنولوجيا الوطنية والأجنبية على حد سواء.
وأشار السيد عبد اللطيف أفيلال، الى تعزيز تدريب الكوادر البشرية وتطوير المهارات لضمان وجود قوى عاملة مؤهلة، من أجل تطوير استراتيجيات لتوسيع الوجود الصناعي في الأسواق الدولية. مع ما يتطلب ذلك من تعزيز للتصنيع الرقمي، من خلال تكامل التقنيات الرقمية وتحسين الكفاءة والتنافسية. واستحضار مفهوم الاستدامة في العمليات الصناعية وتطوير حلول صديقة للبيئة.
واختتم السيد الرئيس تدخله بدعوته لضرورة تبسيط الإجراءات وتذليل العقبات البيروقراطية لتعزيز نمو القطاع الصناعي. مع استبشاره خيرا بوضع استراتيجية صناعية جديدة ببلادنا، ترقى للمسار الذي قطعته الصناعة ببلادنا، وانسجامها مع التوجهات الملكية السامية الساعية للنهوض ببلادنا وتحسين مستوى الدخل لكافة المواطنين.
ومن جانبه ركز السيد الحسين بن الطيب، في مداخلته على المنطقة الصناعية المجد، معربا على أمله في إخراج العديد من المقاولات منها، سيما وأن تاريخ تشييدها يعود الى سنة 1987، حيث استطاعت ابانه في تجميع العديد من المحلات صغيرة التي كانت تشتغل وسط المدينة، وتعود للجيل الأول لمقاولات النسيج والألبسة، كما نوه بأهمية الاستراتيجية الصناعية الجديدة، مع تأكيده على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار تدبير النفايات الصناعية، ومواكبة المقاولات للتحول الرقمي
فيما ناقش السيد رشيد الورديغي، الاكراهات التي يعيشها قطاع النسيج بالرغم من احتلاله مراتب متقدمة من حيث تشغيل اليد العاملة، وهو ما يعكسه توقف العديد من المقاولات خاصة خلال النصف الثاني من هذه السنة، كما تطرق لوجود العديد من الإشكالات مرتبطة بعملية التصدير، بالإضافة الى الإشكالات التي يعيشها القطاع مع المصالح الضريبية، خلال الفترات الغير المناسبة.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور العمال والكتاب العامين لعمالات وأقاليم الجهة، ورئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والمركز الجهوي للاستثمار وجمعيات المستثمرين والجمعيات المهنية، ومسؤولين بمناطق الأنشطة الصناعية والاقتصادية بالجهة وقد خرج هذا الاجتماع، بعدة مقترحات من شأنها المساهمة في وضع استراتيجية ترقى بقطاع الصناعة ببلادنا وتؤهله لدخول غمار المنافسة الدولية، واحتلال المكانة التي تليق بها بلادنا.
وبعد انتهاء اللقاء، وعلى هامشه تم عقد اجتماع آخر خلال نفس اليوم (13 دجنبر 2023) بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة. وذلك بقصد تعميق النقاش مع الجمعيات المهنية وسائر المؤسسات المعنية بقطاع الصناعة. حيث افتتح هذا الاجتماع السيد الرئيس عبد اللطيف أفيلال، وأدار أطوار النقاش، نائبه الأول السيد الحسين بن الطيب، بحضور السادة الأعضاء: سعيد اليونسي، ورشيد الورديغي، والحسين زيون، ومحمد أمزو. وعن الإدارة حضر السيد فؤاد أحلوش المدير الجهوي للغرفة، والعديد من أطرها. وممثلين عن المؤسسات التي شاركت خلال الاجتماع التشاوري بمقر ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة. وكان اللقاء مناسبة لعرض مجموعة من الافكار التي تم اقتراحها على مكتب الدراسات المكلف من قبل وزارة الصناعة والتجارة، لتجميع وصياغة مضامين الاستراتيجية الصناعية الجديدة ببلادنا.