تحت شعار “ماء أقل، كفاءة أكثر، نحو صناعات مستدامة” نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة إلى جانب الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة والمنطقة الصناعية المجد يوما دراسيا حول موضوع “ترشيد استعمال الماء داخل الوحدات الصناعية”. وذلك يوم السبت 21 شتنبر 2024.
وقد شهد اللقاء الذي انطلقت أشغاله بجلسة افتتاحية ترأسها السيد الحسين بن الطيب النائب الأول لرئيس الغرفة إلى جانب السيد ياسين العرود رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة فرع الشمال، والسيد أحمد خياط المدير الجهوي ممثل وزارة الصناعة والتجارة، والسيدة الشعيبية بالبزيوي علوي نائبة رئيس فدرالية الصناعة الحديدية والميكانيكية بالمغرب.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة رحب السيد الحسين بن الطيب بجيمع الحضور والمشاركين ممهدا في مداخلته تسليط الضوء على دور المياه في القطاع الصناعي وأهمية إدارتها بطريقة مستدامة مع التركيز على أفضل الممارسات والتقنيات المبتكرة في مجال ترشيد استهلاكها، كما حث السيد النائب المحترم على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات، من أجل إيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق، تساهم في تحسين كفاءة استخدام المياه وتقليل الهدر، دون التأثير على كفاءة الإنتاج الصناعي.
كما ذكر بأن ترشيد استعمال المياه ليس خيارا، بل هو ضرورة حتمية لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة. وهي خطوة هامة نحو بناء صناعة أكثر وعيا واستدامة، من خلال تبادل الأفكار والخبرات بين المتخصصين والخبراء.
كما شهدت باقي مداخلات الجلسة الافتتاحية مجموعة من التوجهات والاقتراحات والممارسات المعمول بها في السياسات العمومية في مجال الماء.
حضر اللقاء عدد من السادة أعضاء الغرفة: السيد محمد سعيد أهروش النائب الثاني لرئيس الغرفة – السيد عبد الحميد الحسيسن النائب الثالث لرئيس الغرفة – السيدة حنان الطاهر رئيسة لجنة المالية -السيد عبدالله بوشتا رئيس لجنة التجارة والسيدة فاطمة الزهراء بولعيش، بالإضافة إلى السيد المدير الجهوي فؤاد أحلوش الكريستي ومدير ملحقة تطوان السيد ناصر الفقيه اللنجري ومجموعة من أطر وموظفي الغرفة.
وشهد هذا اليوم الدراسي الذي حضره مجموعة من الخبراء في مجالات البيئة والصناعة، بالإضافة إلى ممثلي بعض الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية المهتمة بالقطاع.
وشكل هذا اليوم الدراسي الذي يهدف إلى زيادة الوعي حول ضرورة اعتماد تقنيات وأساليب مبتكرة لترشيد استهلاك المياه في القطاع الصناعي، والذي يعد من المستهلكين النشيطين لهذا المورد الحيوي.
كما تضمن برنامج هذا اليوم الدراسي ورشة تقنية موضوعاتية أطرها مجموعة من المسؤولين والخبراء وكانت كالأتي:
• المداخلة الأولى: أتمتة أنظمة المياه لتحسين الكفاءة أطرها السيد زين العابدين الحسيني أستاذ جامعي وأكاديمي مختص في الماء والبيئة ناقش في مداخلته الأساليب الحديثة في استخدام تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي لمراقبة وتنظيم استهلاك المياه داخل المصانع بفعالية أكبروبجودة عالية
• المداخلة الثانية: تقنيات إعادة تدوير المياه الصناعية أطرها السيد ياسين العرود ممثلا عن الجمعيات الصناعية رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة فرع الشمال ، حيث قدم في مداخلته التقنية طرق أنظمة إعادة التدوير المختلفة والممكن إدراجها في سياسة المقاولة مثل الدوائر المغلقة والأنظمة المتكاملة، التي تسمح بإعادة استخدام المياه في نفس العملية الصناعية.
• المداخلة الثالثة: استراتيجيات إدارة المياه في الصناعة: من تأطير السيد ياسين وهبي رئيس قسم التدبير المستدام لموارد المياه ممثلا عن حوض اللوكوس المؤسسة الاستراتيجية في تدبير المياه على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة السيد ياسين قدم نبذة عن وضعية المياه بالجهة مبرزا الأدوار الرشيدة في كيفية تطبيق إدارة شاملة للمياه لتحسين الكفاءة وتقليل الهدر، بما في ذلك استخدام أنظمة إدارة المياه بصفة عامة
• المداخلة الرابعة: تقنيات المعالجة المتقدمة للمياه: قدمها السيد السفياني أنس مسؤول استغلالية الماء الصالح للشرب ومياه المعالجة ممثلا عن شركة أمانديس وقدم من خلال مداخلته استراتيجية شركة أمانديس في العمل على إدارة المياه بالمناطق التي تديرها بطرق حديثة ورشيدة رغم كل الإكراهات والصعوبات التي توجهها وخاصة في احتواء الندرة وقلة التساقطات، وذلك عن طريق تقديم حلول متقدمة لمعالجة المياه مثل إعادة التدوير وتقديم النصح والإرشاد لاستعمال أساليب حديثة كالعدادات الذكية في تدبير إدارة المياه في الوحدات الصناعية
• المداخلة الخامسة: الممارسات المستدامة وإدارة المياه في الوحدات الصناعية كانت من تأطير السيد الحسين بن الطيب رئيس المنطقة الصناعية المجد تطرق في مداخلته عن الممارسات المستدامة في إدارة المياه داخل الوحدات الصناعية والهدف هو تقليل استهلاك المياه والحد من الهدر من خلال تقنيات إعادة التدوير والمعالجة، كما حث المقاولات على مراقبة استهلاكها المائي وتحسين كفاءة استخدام المياه في جميع مراحل الإنتاج، كما تمحورت مداخلته حول السياسات المائية لبلادنا في العديد من المجالات ومقارنتها بالعديد من التجارب الدولية مستدلا بأرقام وإحصائيات أعطت صورة واضحة للحالة المائية ببلادنا.
كما عرف اللقاء تقديم بعض التجارب الناجحة لخبراء من شركات وطنية تمكنت من تقليص استهلاكها للمياه بنسبة مهمة بفضل استخدام تقنيات معالجة المياه وإعادة استخدامها. وعرف مداخلات ومناقشة مستفيضة همت كل الجوانب المتعلقة بإدارة ترشيد المياه وخاصة داخل الوحدات الصناعية.
واختتم هذا اليوم الدراسي الذي كان فرصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين الفاعلين في القطاع الصناعي، ويعد خطوة نحو تحقيق صناعة أكثر استدامة تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة بتوصيات مهمة سترفع للجهات المختصة والمعنية باستعمال وإدارة المياه في أفق تنظيم قافلة جهوية في الموضوع.
