CCISTTACCISTTACCISTTA

جلسة للمؤسسات الترابية ضمن فعاليات المعرض الدولي للتكنولوجيا والابتكار حول مدى مساهمتها عبر الأنظمة الذكية في التنمية المستدامة

  • الرئيسية
  • مستجدات
  • جلسة للمؤسسات الترابية ضمن فعاليات المعرض الدولي للتكنولوجيا والابتكار حول مدى مساهمتها عبر الأنظمة الذكية في التنمية المستدامة
في إطار فعاليات المعرض الدولي للتكنولوجيا والابتكار، احتضنت مدينة طنجة يوم الأربعاء 21 ماي 2025 جلسة رفيعة المستوى خصصت لمناقشة مساهمة المؤسسات الترابية في التنمية المستدامة من خلال توظيف الأنظمة الذكية، وذلك ضمن أشغال الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأنظمة الذكية، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي: جسر نحو مستقبل رقمي ومستدام”.
الجلسة الثالثة من هذا الحدث البارز خصصت بالكامل لدور الفاعلين الترابيين، حيث شارك فيها نخبة من المسؤولين والمؤطرين في المجال المؤسساتي والجهوي. من بين المتدخلين البارزين، السيد حسين عليوة، رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات، والسيد عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، والسيد ربيع الخمليشي، المدير العام للمصالح بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة. وقد أدارت اللقاء الإعلامية المتميزة غزلان أغزناي، التي ساهمت بأسلوبها المهني في إغناء النقاش وتوجيه الحوار.
تميزت الجلسة بمداخلات عميقة سلطت الضوء على التحولات التي تعرفها الإدارة الترابية في ظل الثورة الرقمية، حيث بات الذكاء الاصطناعي يطرح كخيار استراتيجي لتحسين أداء المؤسسات وتجويد علاقتها بالمواطن. المشاركون أجمعوا على أن توظيف التكنولوجيا والأنظمة الذكية لم يعد ترفا بل ضرورة تفرضها تعقيدات تدبير الشأن العام المحلي، وتطلعات المواطن نحو خدمات أكثر نجاعة وشفافية.
في هذا السياق، شدد السيد حسين عليوة على ضرورة إشراك القطاع الخاص في مشاريع التحول الرقمي على مستوى الجهات والجماعات، مبرزا أن غرف التجارة والصناعة والخدمات تمتلك القدرة على الربط بين الابتكار والمجال الاقتصادي المحلي. ودعا إلى توفير حوافز للمقاولات الناشئة لتطوير حلول ذكية موجهة للإدارات الترابية، وربط البحث العلمي بالاحتياجات الفعلية للواقع الترابي.
من جهته، أشار السيد عبد العزيز الدرويش إلى أن الجماعات الترابية تواجه تحديات متزايدة في ميادين التهيئة العمرانية، البنية التحتية، والنقل، فضلا عن تدبير الخدمات الاجتماعية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات واسعة للتخطيط الحضري الذكي، وتحليل المعطيات بشكل يساعد على اتخاذ قرارات دقيقة وفعالة. كما دعا إلى تنسيق أكبر بين مختلف مستويات الإدارة الترابية لتبني مقاربات مبنية على المعطيات الرقمية الدقيقة.
أما السيد ربيع الخمليشي، المدير العام للمصالح بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، فقد أكد أن التحول الرقمي لم يعد خيارا بل ضرورة استراتيجية لبناء حكامة ترابية فعالة. وشدد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورا محوريا في تعزيز الشفافية، وتقريب الإدارة من المواطن، وتحسين مردودية الخدمات العمومية. ودعا إلى الاستثمار في التكوين المستمر للأطر الترابية، مع إحداث منصات رقمية مشتركة لتبادل التجارب الناجحة والممارسات الفضلى بين الجماعات.
وقد خرجت هذه الجلسة بعدد من التوصيات الهامة، أبرزها ضرورة إنشاء أطر مؤسساتية مرنة لاحتضان التجارب الرقمية المبتكرة، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع البحث التطبيقي في خدمة التنمية الترابية، مع التأكيد على وضع المواطن في صلب عملية التحول الرقمي.
وكانت النقاشات خلال هذه الجلسة غنية بحيث عكست الوعي المتزايد بدور الذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة العلاقة بين المواطن والإدارة، وفي بناء مجتمعات محلية أكثر ذكاء وتفاعلا، قادرة على مواكبة متطلبات التنمية المستدامة وفق رؤية وطنية شاملة وطموحة.
X
X