بعد انطلاق الجلسة الافتتاحية لفعاليات المعرض الخاص بالأنظمة الذكية للتنمية المستدامة، يوم الأربعاء 21 ماي 2025 بمدينة طنجة، والمنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي: جسر نحو مستقبل رقمي ومستدام”. حيث تميز هذا الحدث بحضور مجموعة من الفاعلين في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، كما شهد اليوم الأول، جلسة متميزة وخاصة شارك فيها السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، وأدارها السيد الحسين بن الطيب، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
في كلمته الافتتاحية، رحب السيد الحسين بن الطيب بالسيد الوزير وبالحضور الكريم، مشيرا إلى أهمية هذا اللقاء في سياق التوجيهات الملكية السامية التي تسعى إلى جعل المغرب منصة رقمية متقدمة على مستوى القارة. وأبرز أن استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” تشكل الإطار المرجعي لتحقيق عدالة رقمية ومجالية، وتنمية مستدامة مبنية على الابتكار والمعرفة.
وفي سياق ابراز الدينامية الوطنية والانخراط في اقتصاد أكثر ذكاء وابتكارا، طرح السيد بن الطيب سلسلة من الأسئلة الجوهرية على السيد رياض مزور حول التحول الرقمي في القطاع الصناعي المغربي. تناولت هذه الأسئلة مواضيع مثل “الصناعة 4.0″، رقمنة الإنتاج، الذكاء الاصطناعي، دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، والشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي.
في معرض إجاباته، أكد الوزير أن الوزارة تعمل وفق رؤية استراتيجية طموحة لرقمنة القطاع الصناعي، عبر إدماج التقنيات الحديثة في جميع مراحل الإنتاج، مشددا على أن “الصناعة 4.0” لم تعد خيارا بل ضرورة حتمية لتعزيز تنافسية المغرب الصناعية عالميا. وأوضح أن برامج الدعم تستهدف المقاولات الصغيرة والمتوسطة من خلال تمويلات تحفيزية ومواكبة تقنية.
أما في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فقد أشار الوزير إلى إطلاق برامج تهدف إلى استخدام هذه التقنية في مجالات مثل مراقبة الجودة، التوقعات الصناعية، وتقليص الهدر، بهدف خلق بيئة إنتاجية ذكية قادرة على التفاعل السريع والفعال مع الطلبات.
أما عن دعم الابتكار، تحدث الوزير عن مبادرات تجمع بين المقاولات الكبرى والشركات الناشئة والمبتكرين الشباب، اعتمادا على العديد من المبادرات التي تهدف إلى بناء جسور تواصل بين المصنع ومطوري الحلول الذكية. كما أشار إلى وجود إرادة سياسية واضحة لمواكبة الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال حاضنات صناعية رقمية، وتسهيلات تمويلية، ومرافقة تقنية متخصصة.
وفي جانب آخر، أكد الوزير على أهمية الربط بين البحث العلمي وحاجيات المصنع، مشيرا إلى شراكات أبرمت مع جامعات في طنجة، فاس، والرباط، لتطوير حلول ذكاء اصطناعي موجهة للتطبيقات الصناعية.
أما بخصوص تقدم المشاريع المندرجة ضمن مخطط الإقلاع الصناعي، فقد أشار الوزير إلى تحقيق نتائج مشجعة في قطاعات السيارات، الطيران، والنسيج، لافتا إلى التقدم في خلق القيمة المضافة، استقطاب الاستثمار الأجنبي، وترسيخ موقع المغرب ضمن سلاسل الإنتاج العالمية.
في ختام اللقاء، بدت مداخلات الوزير مزور معبرة عن وعي عميق بتحولات الصناعة العالمية، وإرادة قوية لتأهيل المغرب للانخراط في هذه التحولات. كما عكست تساؤلات السيد بن الطيب إدراكا محليا متناميا بأهمية ربط البنية الصناعية التقليدية بمقتضيات الثورة الرقمية، في سبيل بناء مستقبل صناعي أكثر ذكاء واستدامة. وبهذه المناسبة قدم السيد الرئيس عبد اللطيف افيلال رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة درعا تذكاريا للسيد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور.
