في إطار انخراطها في دعم التوجهات الاستراتيجية لمواجهة تحديات التشغيل وتحفيز ريادة الأعمال، نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بشراكة مع مقاطعة السواني بطنجة، ومجموعة معاهد ابن خلدون Groupen IKI، فعاليات النسخة الأولى من ملتقى التشغيل وريادة الأعمال، وذلك يوم الخميس 19 يونيو 2025، بفضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ.
حضر افتتاح هذا الحدث الهام السيد عبد اللطيف أفيلال؛ رئيس الغرفة، بحضور نائبه السيد محمد سعيد أهروش؛ عضو المكتب ورئيس مقاطعة السواني، والسيد عبد الحفيظ الشركي؛ عضو المكتب أمين المال، وكذا حضور السادة أعضاء الغرفة: عبد الله بوشتا؛ رئيس لجنة التجارة الداخلية، ومحمد كريم السطي؛ رئيس لجنة العلاقات الدولية والشراكة-منطقة أسيا-استراليا، وعبد الله جرجور؛ مقرر اللجنة الإقليمية الاستشارية لشؤون المهنيين بعمالة طنجة أصيلة وإقليم الفحص أنجرة، والسيد رشيد الورديغي؛ رئيس لجنة العلاقات مع المؤسسات الوطنية والجهوية، والسيد عبد الكريم بن اخيارة؛ مقرر لجنة النقل الحضري. كما حضر هذا اللقاء عن الإدارة السيد نبيل الخمليشي؛ المدير الجهوي بالنيابة، إلى جانب عدد من المسؤولين المؤسساتيين وممثلي المقاولات ومراكز التكوين، إضافة إلى شباب حاملي مشاريع ومهتمين بالاندماج المهني.
انعقد هذا الملتقى تحت شعار “التكوين يصنع الريادة”، في سياق الجهود الوطنية والجهوية لتعزيز التقائية التكوين مع حاجيات سوق الشغل، وتشجيع المبادرة الذاتية، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية، التي تؤكد على ضرورة تأهيل الرأسمال البشري كركيزة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وقد شكل اللقاء فرصة سانحة لتسليط الضوء على رهانات التكوين المهني والتمكين الاقتصادي كمدخل رئيسي للاندماج الاجتماعي، واستعراض التجارب الناجحة في مجال التشغيل الذاتي، وآليات دعم المشاريع الناشئة، بمشاركة مؤسسات بنكية ومقاولات صناعية وخدماتية وتكنولوجية رائدة.
وفي كلمة افتتاحية، أكد السيد أحمد العداني، مدير مجموعة معاهد ابن خلدون، أن تنظيم هذا الملتقى يجسد القناعة بأن مستقبل جهة الشمال رهين بإنتاج كفاءات مؤهلة ومبادة، مشيرا إلى اعتماد مؤسسته لمقاربات حديثة تركز على التكوين بالممارسة وفتح فروع جديدة، أولها في تطوان، لتقريب التكوين من مختلف مناطق الجهة.
من جانبه، شدد السيد منير ليموري، رئيس جماعة طنجة، على أن هذا النوع من المبادرات يبرز دينامية المدينة في تفعيل الرؤية الملكية، داعيًا إلى ضرورة التنسيق بين الجماعات الترابية والغرف المهنية والمجالس الجهوية من أجل منظومة تشغيل ناجعة تراعي الخصوصيات الترابية.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد السيد عبد اللطيف أفيلال، رئيس الغرفة، أن تنظيم هذا الملتقى يندرج ضمن وعي جماعي بضرورة توفير فضاءات لتبادل الخبرات وتوجيه الشباب نحو متطلبات سوق الشغل، موضحًا أن الغرفة تواكب هذا التوجه من خلال برامج للتكوين ومبادرات لدعم المقاولات الصغرى والناشئة.
وأضاف السيد عبد اللطيف أفيلال أن جهة طنجة تطوان الحسيمة راكمت خلال السنوات الأخيرة مشاريع استراتيجية في مجالات متعددة، مما ساهم في تعزيز فرص الشغل وجاذبية الجهة، بفضل التنسيق المؤسساتي والدعم المتواصل من ولاية الجهة وباقي الشركاء.
كما شدد على أن التحدي الأكبر اليوم لم يعد فقط في إطلاق المشاريع، بل في ضمان استدامتها وتأهيل الكفاءات القادرة على مواكبة تطورها، داعيا إلى مواصلة العمل الجماعي لبناء منظومة إنتاجية قادرة على احتضان طاقات الشباب وفتح آفاق مستقبلية حقيقية لهم داخل ترابهم.
كما أشار السيد رئيس الغرفة إلى أن جهة طنجة تطوان الحسيمة تشهد منذ عقدين دينامية تنموية استثنائية، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أعطى انطلاقة مشاريع كبرى مهيكلة، حولت الجهة إلى قطب استراتيجي في مجالات الصناعة، واللوجستيك، والسياحة، والاقتصاد الأخضر، وجعلت من الاستثمار في الرأسمال البشري خيارًا استراتيجيًا لضمان استدامة هذه الدينامية التنموية.