في سياق جهودها لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية وتوطيد علاقات التعاون الثنائي بين المملكة المغربية ومختلف دول العالم، استقبلت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم الخميس 10 يوليوز 2025 على الساعة الثانية عشرة زوالاً، وفداً رسمياً من جمهورية مدغشقر، وذلك بمقرها بمدينة طنجة. ضم سعادة السيد Johary Hoela RAJOBSON السفير المعتمد بالمغرب، مرفوقاً بالسيدة Tantely RAHOELIARIVAHY RAJOBSON خبيرة محاسبة معتمدة ورئيسة مركز التدبير المعتمد AVEMA، وذلك في زيارة تهدف إلى استكشاف فرص التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات المؤسسية بين الجانبين.
وقد ترأس هذا اللقاء الهام السيد عبد اللطيف أفيلال، رئيس الغرفة، مرفوقا بنائبه السيد أنور أربعي، وبحضور كل من السيد ياسين العرود، رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة (AMITH)، والسيد نبيل الخمليشي، المدير الجهوي بالنيابة للغرفة، بالإضافة إلى عدد من أطر الغرفة، منهم السيدة ندى جيوك، السيدة سعاد السباح والسيد يولال عبد الرحمان.
شهد اللقاء تبادل عروض تقديمية من الجانبين، حيث استعرض الوفد المدغشقري أبرز المؤهلات الاقتصادية التي تتمتع بها جمهورية مدغشقر، والتي تؤهلها لتكون وجهة استثمارية واعدة في القارة الإفريقية. وتتمثل أهم هذه المؤهلات في موقعها الجغرافي الاستراتيجي في المحيط الهندي، الذي يجعل منها صلة وصل بين أسواق إفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى توفرها على موارد طبيعية غنية تشمل النيكل، الكوبالت، الجرافيت، والأحجار الكريمة، إلى جانب منتجات زراعية تصديرية رائدة مثل الفانيليا، التي تحتل فيها المرتبة الأولى عالمياً. كما تمت الإشارة إلى توفر اليد العاملة الشابة والتنافسية، والانخراط المتزايد للدولة في تحسين مناخ الاستثمار.
من جهتها، قدمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات عرضاً مؤسسياً حول المؤهلات المتنوعة التي تزخر بها جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث تم التأكيد على الموقع الجغرافي الفريد الذي يجعل من الجهة بوابة استراتيجية لإفريقيا نحو أوروبا، وارتباطها المباشر بأكبر الموانئ البحرية من خلال ميناء طنجة المتوسط المصنف الأول قارياً، إضافة إلى توفر بنية تحتية حديثة تشمل شبكة طرق سيارة، وخط القطار فائق السرعة “البراق”. كما تم تسليط الضوء على التجربة الصناعية الناجحة التي تشهدها الجهة، خاصة في قطاعات السيارات، النسيج، الطيران، والصناعات الغذائية، إلى جانب التزامها المتواصل بتعزيز قدرات الرأسمال البشري والابتكار، في إطار رؤية تنموية شاملة تقوم على الجهوية المتقدمة.
وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لتأكيد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، من خلال تفعيل آليات التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين، وتبادل الزيارات والتجارب، وتنظيم لقاءات أعمال ثنائية وملتقيات اقتصادية قطاعية، إضافة إلى بحث إمكانيات الشراكة بين غرف التجارة ومراكز التوجيه والتدبير ومواكبة المقاولات في البلدين.
وفي ختام هذا اللقاء المتميز، تم تبادل الهدايا الرمزية بين الجانبين، في أجواء طبعها التقدير المتبادل والرغبة الصادقة في بناء علاقات تعاون اقتصادي مستدام ومثمر، يستند إلى قيم التكامل، التضامن، والانفتاح على الفرص المشتركة داخل القارة الإفريقية.